| 
                                             
                                         | 
                                     
                                    
                                        
                                            
                                                
  
    
  
  
    
      
      
        
        
        
          آمد 
        : بكسر الميم : وما أظنها إلا لفظة رومية ، ولها في العربية أصل حسن ؛ لأن الأمد الغاية ، ويقال : أمد الرجل يأمد أمدا ، إذا غضب فهو آمد ، نحو أخذ يأخذ فهو آخذ ، والجامع بينهما أن حصانتها مع نضارتها تغضب من أرادها ، وتذكيرها يشار به إلى البلد أو المكان ، ولو قصد بها البلدة أو المدينة لقيل آمدة ، كما يقال آخذة ، والله أعلم .  وهي أعظم مدن ديار بكر وأجلها قدرا وأشهرها ذكرا .  قال المنجمون : مدينة آمد في الإقليم الخامس طولها خمس وسبعون درجة وأربعون دقيقة ، وعرضها خمس وثلاثون درجة وخمس عشرة دقيقة ، وطالعها البطين وبيت حياتها عشرون درجة من القوس تحت إحدى عشرة درجة من السرطان ، يقابلها مثلها من الجدي ، عاشرها مثلها من الحمل ، عاقبتها مثلها من الميزان ، وقيل : إن طالعها الدلو وزحل والمتولي القمر .  وهو بلد قديم حصين ركين مبني بالحجارة السود على نشز دجلة محيطة بأكثره مستديرة به كالهلال ، وفي وسطه عيون وآبار قريبة نحو الذراعين ، يتنأول ماؤها باليد ، وفيها بساتين ونهر يحيط بها السور .  وذكر ابن الفقيه أن في بعض شعاب بلد آمد جبلا فيه صدع ، وفي ذلك الصدع سيف ، من أدخل يده في ذلك الصدع وقبض على قائم السيف بكلتا يديه ، اضطرب السيف في يده ، وأرعد هو ولو كان من أشد الناس ، وهذا السيف يجذب الحديد أكثر من جذب المغناطيس ، وكذا إذا حك به سيف أو سكين ، جذبا الحديد ، والحجارة التي في ذلك الصدع لا تجذب الحديد ، ولو بقي السيف الذي يحك به مائة سنة ، ما نقصت القوة التي فيه من الجذب .  وفتحت آمد في سنة عشرين من الهجرة ، وسار إليها عياض بن غنم بعدما افتتح الجزيرة فنزل عليها وقاتله أهلها ، ثم صالحوه عليها على أن لهم هيكلهم وما حوله [1/57] وعلى أن لا يحدثوا كنيسة ، وأن يعاونوا المسلمين ، ويرشدوهم ، ويصلحوا الجسور ، فإن تركوا شيئا من ذلك فلا ذمة لهم .  وكانت طوائف من العرب في الجاهلية ، قد نزلت الجزيرة ، وكانت منهم جماعة من قضاعة ، ثم من بني تزيد بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة .  قال عمرو بن مالك الزهري : 
 
                
              | ألا لله لـيل لـم نـنـمـه  |  | على ذات الخضاب مجنبينا  | 
                 
                
              | وليلتنا بآمد لم نـنـمـهـا  |  | كليلتنا بميتـا فـارقـينـا  | 
                 
               وينسب إلى آمد خلق من أهل العلم في كل فن ، منهم أبو القاسم الحسن بن بشر الآمدي الأديب ، كان بالبصرة يكتب بين يدي القضاة بها ، وله تصانيف في الأدب مشهورة ، منها كتاب المؤتلف والمختلف في أسماء الشعراء ، وكتاب الموازنة بين أبي تمام والبحتري ، وغير ذلك ، ومات في سنة 370 ، وينسب إليها من المتأخرين أبو المكارم محمد بن الحسين الآمدي ، شاعر بغدادي مكثر مجيد مدح جمال الدين الأصبهاني وزير الموصل ، ومن شعره : 
 
                
              | ورث قميص الليل حتى كأنـه  |  | سليب بأنفاس الصبا متوشـح  | 
                 
                
              | ورفع منه الذيل صبح كـأنـه  |  | وقد لاح مسح أسود اللون أجلـح  | 
                 
                
              | ولاحت بطيات النجوم كأنهـا  |  | على كبد الخضراء نور مفتح  | 
                 
               ومات أبو المكارم هذا سنة 552 ، وقد جاوز ثمانين سنة عمرا .  وهي في أيامنا هذه مملكة الملك مسعود بن محمود بن محمد بن قرا أرسلان بن أرتق بن أكسب .  
    
    
  
			 
                                         | 
                                     
                                    
                                        | 
                                             
                                         | 
                                     
                                 
                             |